مركز المعطيات و الدراسات الاستراتيجية

نهاية النظام الغربي

2019-04-25



نهاية النظام الغربي

مون أوف ألاباما

9 نيسان 2019

ترجمة: مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية

 

لم تظهر طائرة أمريكية الصنع – يُزعم أنها لا تظهر على شاشات الرادار – على الرادار أخيراً. وتقول قوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية (ASDF) أن طائرة نفاثة من طراز F-35 اختفت عن شاشات الرادار فوق البحر قبالة مقاطعة آموري في شمال اليابان بحدود الساعة 7.30 من مساء يوم الثلاثاء حسب توقيت اليابان.

يقول مسؤولون في قوات الدفاع الذاتي الجوية إن الطائرة أقلعت من قاعدة ميساوا الجوية بحدود الساعة السابعة بعد الظهر واختفت عند نقطة تبعد 135 كم شرقي مدينة ميساوا.

ويثبت هذا مرة أخرى أن ترامب على حق:

"عمل مذهل ... مذهل أننا نستطيع أن نطلب ملايين الدولارات من الطائرات المقاتلة للقاعدة الجوية، وخاصة مقاتلات (F-35). هل تحبون طائرات (F-35)؟ لا يمكنكم رؤيتها. وحرفياً، أنتم لا تستطيعون رؤيتها. من الصعب أن تقاتل طائرة لا تراها". هذا ما قاله السيد ترامب في شهر تشرين الأول.

أحقاً؟

تمتلك طائرة (F-35) إلكترونيات جيدة ولكنها ليست بالطائرة الجيدة لتحلق أمام أي منافس محترف. وتعد النسخة البحرية التي يمكن أن تقلع وتهبط بشكل عمودي إعادة لصناعة طائرة (ياكوفليف 141) السوفييتيه التي حلقت لأول مرة عام 1989. ليس لدى القوة الجوية والبحرية القدرة على الإقلاع والهبوط بشكل عمودي إلا أنها اكتسبت مساوئ التصميم الأساسي لها. وعليه، فلا فائدة من تسلل مقاتلات (F-35) أمام الرادارات الحديثة:

لإسقاط طائرة (F-35) يجب أن تكون هناك حزمتا رادار مختلفتان، خوارزميات دمج أجهزة وبروتوكولات معالجة إشارة وحرارة مناسبة. يمكن لمقاتلة S-300 PMU2 المفضلة أن تقوم بذلك، وبالتأكيد (S-400) أيضاً، كما يمكن بشكل حتمي لتكراراتها المقبلة أن تقوم بذلك، والتي لها مجموعة من العملاء. عموماً، هذه هي القصة كاملة حول السرقة والتي يجب أن تنتهي في وقت ما – كانت دعاية جيدة طيلة فترة استمرارها. أما الحقيقة فهي أنه مع قوة المعالجة الحديثة والتصميم الحديث فإن طائرة (F-35) غير قادرة على الصمود في مواجهة الدفاع الجوي والقوات  الجوية المتطورة.

يعلم الرئيس التركي أردوغان بذلك، ولهذا لا تستطيع التهديدات الأمريكية بعدم بيعه مقاتلات (F-35) ردعه في وقت يقدم فيه على شراء أنظمة الدفاع الجوية الروسية. كل ما فعله كان القيام بزيارة إلى موسكو لمناقشة عمليات شراء أخرى يرجح أن تشتمل على مقاتلات روسية التصميم.

قال بوتين لإردوغان أثناء لقاءهما في الكرملين إن على الجانبين تعزيز التعاون بينهما في المجال العسكري التقني. وهذا يتعلق أولاً بإتمام العقد الخاص بصفقة تزويد تركيا بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات (S-400). وحسبما قال فإن هنالك مشاريع أخرى واعدة مطروحة على جدول الأعمال وتتعلق بتزود تركيا بالمنتجات العسكرية الروسية الحديثة.

لم تعد الولايات المتحدة قادرة على إنتاج الأسلحة. كما قال إيان ويلش في مقاله: أمريكا: دولة فاشلة:

يظهر الجيش الأمريكي إشارات على عدم قدرته على صناعة معدات عسكرية متقدمة وفعالة: كما هي الحال مع مقاتلات (F-35) التي لا تستطيع التحليق بشكل أساسي. إنه يظهر إشارات على عدم قدرة جدية وخاصة حينما يسمح بتدمير مجموعة من الطائرات على الأرض بسبب إعصار بدلاً من إبعادها ووضعها تحت غطاء حماية فاعل.

ومن الأمثلة الأخرى على عدم كفاءة التصميم العسكري الأمريكي هي سفن ليتورال كومبات التي هي بالأساس قوارب سريعة غير حاملة للأسلحة. وكان من المفترض أن يكون تسلل مجموعة مدمرات زوموالت DDG-1000 داعماً للقوات البرية ببنادقها بعيدة المدى.

تخسر السفن التي تم بناء كل واحدة منها بمبلغ 4 مليارات دولار الآن بنادقها لأن الذخيرة أصبحت مكلفة جداً. وقبل ذلك خسرت الكثير من قدراتها التسللية بسبب معدات الاتصال التي بقيت على تصميمها الأساسي دون إدخال تعديلات. ولذلك، فإن المهمة الجديدة لهذه السفن ستتمحور حول قاعدة إطلاق الصواريخ، وهي مهمة يمكن لأية سفينة تجارية تحمل صواريخ روسية محفوظة في حاملات في  أن تقوم بها.

ويشير إيان إلى أن نقص الكفاءة العسكرية إنما هو عَرَض، والمشكلة الحقيقية أعمق بكثير:

الولايات المتحدة هي عبارة عن كومة من القمامة مرقطة بالذهب وتنحدر ببطء نحو المحيط بشكل مستمر.

هنالك الكثير من الدمار في الأمة، ولكن على مدى 40 عاماً أصبحت النخبة الأمريكية تعامل الولايات المتحدة وكأنها شيء يمكن نهبه وافترضت أن الأوقات الجيدة سوف تستمر. لم تكن النخبة مهتمة حقاً بالحكم بل كانت سعيدة بنقل جوهر الصناعة الأمريكية إلى الخارج؛ إلى الأمة التي يرجح أن تخلف الولايات المتحدة كقوة مهيمنة، ذلك أن الصينيين كانوا أذكياء كفاية لكي يجعلوا من النخبة الأمريكية غنية.

يعاني الاتحاد الأوروبي من مشاكل مشابهة. وأحد أعراض زواله هو (البريسكت).

يعتقد ألاستير كروك أن النظام الغربي يتهاوى على نحو واسع.

فحيثما يجول المرء ببصره يرى بوضوح أن النخبة المؤسسة لما بعد الحرب تشعر بالتهديد إلا أنها تحافظ على زهوها المنتقص من قيمته...

وبشكل أساسي، فإن السؤال الذي نادراً ما يتم طرحه هو: هل يمكن لأمريكا حقاً أن تكون عظيمة مرة أخرى وأن يتم تجديد قوتها العسكرية بالكامل وبنيتها التحتية المدينة، في وقت تبدأ فيه من موقع ما اليوم، بحيث تبلغ نسبة نقص العوائد الفيدرالية إلى النفقات 30% وحيث يكون العجز الآن عظيماً لدرجة أن الولايات المتحدة لن تستطيع الصمود إلا بكبح معدلات الفائدة إلى درجة كبيرة جداً تقترب من الصفر؟

ومرة أخرى، هل صحيح أنه من المجدي إجبار الوظائف التصنيعية على العودة أمريكا ذات قاعدة التكلفة العالية من صناعاتها منخفضة التكلفة في آسيا في مقابل انخفاض في أمريكا ذات الكاليف العالية عبر سياسات التضخم المالي المحاصرة – إلا من خلال تخفيض قيمة الدولار من أجل أن تكون منصة قاعدة التكلفة العالية هذه ذات قدرة تنافسية عالمياً مرة أخرى؟

هل إعادة أمجاد أمريكا أمر واقعي، أو أن استعادة الوظائف من العالم المنخفض التكلفة سينتهي بإطلاق الركود الذي تخشاه المصارف المركزية؟

وبما أن نخبة ما بعد الحرب في أمريكا وأوروبة أصبحت أكثر يأساً في الحفاظ على وهم كونها في طليعة التحضر العالمي، فكيف يمكن لها أن تتكيف مع الظهور الجديد لدولة الحضارة بحد ذاتها أي الصين؟

لقد شاهدت مؤخراً المسلسل الصيني (قصر يانشي) الذي كان من جميع الجوانب أفضل من أي إنتاج هوليوودي. وتوصلت إلى أن مثل هذه المنتجات الثقافية هي المجال التالي الذي ستهزم الصين من خلاله الغرب بفارق كبير.

والنخبة الغربية محبطة، فهي لم تعد متفوقة. ولا بد أن يكون هنالك شيء ما قادم.

 




عودة